سلطان ج
عدد الرسائل : 2052 تاريخ التسجيل : 28/12/2011
| موضوع: قصيدة عن الاب الأحد 08 يوليو 2012, 12:31 pm | |
| [youtube] https://youtu.be/RdTatziW3VU [/youtube] | |
|
احمد
عدد الرسائل : 1757 الموقع : www.mathlycee.ahlamontada.com تاريخ التسجيل : 13/08/2007
| موضوع: رد: قصيدة عن الاب الثلاثاء 10 يوليو 2012, 11:41 pm | |
| شكرا لك استاذي القدير الكل يتغنى بحنان الأم ... فماذا عن قلب الأب ؟!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته ،،، أتساءل أحياناً ، لماذا تتغنى الكتابات بالأمِ وحنانها ، و تدمع الأقلام المبدعة سيولاً من حبر الكلام الشاعر بالأم و قلبها الرؤوف ، بينما نراها تتكاسل و تخِرُ قِواها فيما يناظرها من عطفِ الأب وحنانه ؟ !! يقول سمو الأمير في نفسه أحياناً ، واللهِ إني لأشعر برهفِ قلبي حين أحتضن أحد بنيَّ ، ويخفق قلبي كأوراق الشجر حين ترتمي إحدى بُنياتي بين يدي و كأنها تستمد شيئاً من روحي ، و تنتفض نفسي كالطير الجريح حين يبكى أحدهم أو يشتكي !!! فتالله إني أظن بالأم موتاً إن شعرت شعوراً يفوق ذلك ! تقافزت فكرة ما أكتب في جوانب ذهني و تجمعت معانيها حين استوقفت لساني بعضاً من آياتٍ الله في الذكر الحكيم التي لطالما كنت أرددها متلذذاً ببليغ ما فيها ، ولم أتنبه يوماً لعُمق ما في بعضها من معانىٍ !تلك الآيات التي يقول فيها العزيز المنان : (( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47) )) سورة هود هنا لاحظتُ قلب نوحٍ الأب الذي غلب عقله كنبي ، فلو حاولنا أن نتخيل تقاسيم وجه أبانا نوحٌ في لحظة وقوع ما تسرده الآيات الآتية :((وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ )) والآية : (( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ ...)) ، تخيلوا كيف كانت عينا نوحٍ عليه السلام و تقاسيم وجهه وهو يستجدي ولده الهالك بعقوقه ... يستجديه كي لا يرى فلذة كبده تموت أمام ناظريه رغم علمه بكُفره ويقينه بعقوقه ، ورغم أن زوجته كانت من ضمن الهالكين إلا أنه لم يذكرها ، ولكن تفكير الأب هنا يقول : لا يهُم ... المهم أن تنجو كبدي .والأشد وضوحاً والأكثر تأثيراً هنا حين حال الموج بينهما .. يا الله ... فتخيلوا بالله عليكم صرخة الأب الكسير في قوله تعالى : ((وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ )) ، تمعنوا يا سادة في كلمة ( ونادى ) و المناداة تعني الصراخ المتحسر ، تخيلوا في الصرخة ( إن ابني من أهلي ) حين تُنسي الأبوة الرجل نبوءته السماوية حين يتوسل ربه حياة كافر ، وينسبه إلى نفسه مستشفعاً له دون تفكير !أنا أبٌ يا سيدي يا نبي الله وادركُ بعضاً مما أدمى قلبكَ الأب .ولكن العواقب كادت أن تكون مرعبة ، وكادت أن تكون وخيمة أيضاً ، مما يدل على أن نوحاً عليه السلام قد أسرف وبالغ في سؤال ربه ، فنرى ذلك في قوله سبحانه : (( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )) حيث وصف المولى عز وجل نبيه نوحاً أنه كان على وشك أن يرتكب عملاً غير صالح ، كما نلاحظ الإنذار شديد اللهجة في عبارة ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) .ولكن حين شعر نوح عليه السلام بوحي ربه عاد و استغفر ، مبتلعاً دموعه المريرة ، متناسياً جرح قلبه العميق حين ردَ قائلاً :(قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) .ويأتي بعدها دور نعومة رحمة الخالق سبحانه في جبر خاطر قلب نبيه الأب في أجمل صور الرأفة الربانية ، سبحانه ما ألطفه بعباده جابر الخواطر الحليم المنان في قوله سبحانه : ( قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) ) .سبحانه ما أجمل خطابه ، فكأنه يقول لعبده الكسير لا تحزن يا نوح ولا تبتئس فربكَ يلقي سلامه عليكَ ويمنحكَ بركاتٍ من لدنه ، كما واساه بتذكريه أن ما حصل لولده ما هو إلا حكمة الخالق في خلقه ، و أن كل من معكَ يا نوح من هؤلاء الناس ومن بعدهم سيتكاثرون و تتناسلون ، وستكون منهم أمم من أصلابهم يكون مصير عصاتهم كذاك الهالك .و أثلج صدر عبده بأنه قد جعله من عباده المتقين نظير صبره .ما ألطف هذه المواساة ، وما أنعم محتواها سبحان من سواها .إخواني أخواتيكانت هذه ملحمةً في حنان ولهفة قلب الأب لا نظير لها ، سردها قديم قِدَم الحياة البشرية ، أما محتوى معانيها ففيها ما يعجز عن وصفه اللسان .ونرى اليوم الكثير من متحجري القلوب من الأبناء ، يقطعون قلوب أباءكم عقوقاً وعصياناً .فلا تُرهِقوا آباءكم بعصيانكم ، فوالله إن دمعةً واحدة تجري على لحية شيب متحسرة ، كفيلة بإغراقكم كما أغرقت ابن نوح .كتبتُ هذه الكلمات من وحي تفسيري الشخصي متحملاً عبئها إلى يوم يُبعثون ، وعسى ألا أكون بهن عند الله شقياً .و الله أعلمحفظ الله لكم آباءكمجميعـاً | |
|