& نصائح للمريض :
1- دع عنك ( لو ) فإنها تفتح عمل الشيطان : فإذا مرضت بسبب من الأسباب فلا تقل : لو فعلت كذا لكان كذا ، ولو لم أفعل كذا لم يكن كذا … إلى غير ذلك مما فيه اعتراض على القدر .
2- لا حرج عليك في التداوي وبذل أسباب الشفاء والبحث عن الطبيب الماهر : لقوله صلى الله عليه وسلم "" تداووا عباد الله ، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وله دواء "" أحمد والأربعة وصححه الألباني في صحيح الجامع (2930 ) لكن تنبه إلى أمرين :-
( أ ) أن الدواء مجرد سبب للشفاء ، والشافي حقيقة هو الله عز وجل ، فلا يتعلق قلبك بطبيب ما …
(ب) لا تتداوا بمحرم لحديث "" تداووا ، ولا تتداووا بحرام"" حسن سنده الألباني في الصحيحة (1633) .
3- لا تخف من الموت فإن المرض لا يقرب من الموت ولا يدني منه ، كما أن الصحة لا تباعد منه ،
كم من صحيح مات من غير علة
كم من عليل عاش دهرا من الدهر
(ديوان علي صـ78)
كم من فتى يمسي ويصبح أمنــا
قد نسجت أكفانه وهو لا يــدري
4- لا تتمن الموت ولا تدع به إذا اشتد عليك المرض وازداد عليك الألم : عن أنس قال : قال رسول الله "" لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لابد متمنيا فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي"" متفق عليه خ(5671) م (2680) . قال الشيخ عبد الرحمن ابن سعدى رحمه الله (هذا نهي عن تمني الموت للضر الذي ينزل بالعبد من مرض أو فقر أو خوف أو وقوع في شده ومهلكة فإن في تمني الموت لذلك مفاسد منها أنه يؤذن بالتسخط وهو مأمور بالصبر ، وأنه يضعف النفس ويوقع في اليأس ، وأن الموت يقطع على العبد الأعمال الصالحة التي هو بصدد فعلها .
5-عليك بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى فهو الشافي وحده )أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء(النحل (62) ولا تستعجل الإجابة لحديث"" يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، فيقول : دعوت فلم يستجب لي"" متفق عليه خ (6340) م(2735) وعليك بالإلحاح بالدعاء وكن على يقين بالإجابة، وعليك بالرقى الشرعية فهي من أسباب الشفاء المؤثرة بإذن الله تعالى ومنها :-
*قراءة الفاتحة مع النفث – قراءة المعوذات ثلاث مرات مع النفث لحديث عائشة في الصحيحين أيضا
*المسح باليد اليمنى وقول ( أذهب الباس رب الناس ، واشف أنت الشافي ، ولا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) متفق عليه
*وضع اليد على مكان المرض وقول ( بسم الله ثلاثا وأعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) مسلم ( 2202) ومالك وأبو داود .
*يأخذ الراقي من ريق نفسه على أصبعه ثم يضعها على التراب ثم يمسح به على الموضع العليل ويقول (بسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا يشفى به سقيمنا بإذن ربنا)متفق عليه خ (5745) م (2194) عن عائشة
6-عليك بالاستغفار والتوبة وذكر الله تعالى دائما . 7-أحسن الظن بربك لأن الله لا يظلم أحدا .
8-انتظر الفرج واعلم أن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا .
9- لا تأت الكهان والعرافين والسحرة وغيرهم ممن يدعي علم الغيب : قال صلى الله عليه وسلم "" من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة "" مسلم (2230) قال الشيخ ابن باز حفظه الله ( فلا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون علم الغيب ليعرف منهم مرضه ، كما لا يجوز أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجما بالغيب …) مجموع الفتاوي 3/274 .
10- لا تأس على ما فاتك من حظوظ الدنيا بسبب المرض : فإن الدنيا بأجمعها لا تستحق الحزن لفقدها : قال صلى الله عليه وسلم ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ) الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (5292) ثم أن الرزق قد تكفل الله به ،ففي الحديث"" إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله""الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 1630) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تستبطئوا الرزق ، فإنه لن يموت العبد حتى يبلغه أخر رزق هو له ، فأجملوا في الطلب ) ابن حبان صحيح الجامع ( 7323) .
11- لا تشك من يرحمك إلى من لا يرحمك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"" قال الله عز وجل : إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ، ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ، ثم يستأنف العمل "" الحاكم والبيهقي – صحيح الجامع (4301) . أما إخبار المريض بمرضه لا على سبيل الشكوى وإنما إجابة لسؤالٍ أو إخبار الطبيب أو من يرجو أن يدله على الدواء فهذا جائز، قال ابن القيم ( إذا حمد المريض الله ثم أخبر بعلته لم يكن شكوى منه ، وإن أخبر بها تبرما وتسخطا كان شكوى منه ) عدة الصابرين صـ107 قال ابن حجر ( أما إخبار المريض صديقه أو طبيبه عن حاله فلا بأس به اتفاقا ) فتح الباري (10/124) .
12- احفظ وقتك بما ينفعك ويقربك إلى ربك على قدر استطاعتك وابتعد عن المحرمات كلها .
13- بادر بكتابة وصيتك إذا كان عليك حقوق للناس أو لك حقوق عندهم أو ترغب في الوصية بشيء من مالك .
14- تحلل ممن له عليك حق : قال رسول الله "" من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء ، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمة ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه "" البخاري ( 2449) .
15- وأخيرا : إذا منَّ الله عليك بالشفاء فاحمده واشكره واعلم أن الصحة من اجلّ النعم وأعظمها ، واغتنم صحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك واستعملها في طاعة الله تعالى .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين